من تأخر تطوري في الماضي إلى ازدهار راهن ومستقبل واعد: دراسة مسار المملكة العربية السعودية

 


 

د. آصف نواز

draasifnawaz@gmail.com

ملخص المقالة: ومن المهم أن ندرك أن استقرار المملكة ليس أمراً حاسماً لأمنها فحسب، بل أيضاً للاستقرار الإقليمي والنفوذ الاقتصادي. إن قدرة المملكة العربية السعودية على الحفاظ على الاستقرار ولعب دور نشط في الشؤون العالمية أمر حيوي لضمان السلام والازدهار في المنطقة. وبينما تتنقل البلاد عبر هذا التحول النموذجي، من الضروري تحليل وفهم الأبعاد المختلفة للتغيير الذي يحدث وآثاره على المملكة العربية السعودية وخارجها. ويخلص البحث أيضًا إلى أن تاريخ أسرة آل سعود يتميز بفترات متميزة، تشمل صعود وسقوط الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة. وعلى الرغم من أن هذه الدول أفسحت المجال في النهاية لعصور جديدة، إلا أنها لعبت بشكل جماعي دورًا محوريًا في تشكيل مسار الأمة السعودية. مع استمرار تطور مشهد الطاقة العالمي، تواجه المملكة العربية السعودية تحديات وفرصًا. إن التحول المستمر نحو مصادر الطاقة المتجددة يستلزم إعادة تقييم اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، فإن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية، والتحالفات الإقليمية القوية، وموارد الطاقة الهائلة، يضعها كلاعب عالمي رئيسي في مختلف المجالات. تتناول هذه الورقة البحثية التحول النموذجي متعدد الأوجه الذي يحدث حاليًا في المملكة العربية السعودية، والذي يشمل جوانب مختلفة من البلاد. ومع وجود النظام الحالي على رأس السلطة، شرعت المملكة العربية السعودية في تحول كبير، اتسم بإعادة هيكلة الأطر المجتمعية ورؤية ديناميكية لمستقبل شعبها. ويتجلى هذا التحول من خلال إدخال عطلات جديدة مثل يوم التأسيس ويوم العلم السعودي، وكلاهما يحمل أهمية تاريخية ويجسد التزام الأمة الثابت بتاريخها وهويتها الوطنية. علاوة على ذلك، تسلط هذه الدراسة الضوء على التحول الملحوظ الذي شهدته المملكة العربية السعودية من مجتمع قبلي إلى دولة قومية حديثة خلال جيل واحد، مما يعرض قدرة البلاد الرائعة على التكيف والتغيير بسرعة.

Abstract: The recognition of the kingdom's stability is of paramount importance, as it not only plays a vital role in ensuring its own security, but also in upholding regional stability and exerting economic influence. The maintenance of stability and active engagement of Saudi Arabia within the region are crucial factors in the promotion of peace and prosperity in global affairs. In light of the ongoing paradigm shift, it is imperative to undertake a comprehensive analysis and comprehension of the various facets of this transformation and its ramifications for Saudi Arabia and beyond. This study also examines the historical trajectory of the Al Saud dynasty, which may be delineated into discrete periods encompassing the emergence and decline of the initial, and subsequent Saudi states. While these nations eventually transitioned into different periods, they jointly exerted significant influence in establishing the trajectory of the contemporary Saudi nation. Saudi Arabia is confronted with both obstacles and possibilities as it navigates the ever-changing global energy landscape. The ongoing transition towards renewable energy sources calls for a re-evaluation of the nation's reliance on fossil fuels. Nevertheless, Saudi Arabia's strategic geographical location, robust regional relationships, religious authority, and abundant energy resources establish it as a significant global actor across multiple domains. This study explores the complex paradigm change currently occurring in the Kingdom of Saudi Arabia, including various dimensions of the nation. Under the current leadership, Saudi Arabia has initiated a significant process of change, marked by the reorganisation of societal structures and the formulation of a forward-looking vision for the well-being and progress of its population. The trend may be observed through the creation of new holidays, including Founding Day and Saudi Flag Day, which possess historical importance and symbolise the nation's steadfast dedication to its historical legacy and national identity. Furthermore, this research emphasises the notable transition that Saudi Arabia has experienced, evolving from a tribal community to a contemporary nation-state in just one generation. This serves as a testament to the country's exceptional capacity to swiftly adjust and alter.

كلمات مفتاحية: الدولة السعودية الأولى، الدولة السعودية الثانية، الدولة السعودية الثالثة، المملكة العربية السعودية، شبه الجزيرة العربية، النفط، الوقود الأحفوري، رؤية 2030، محمد بن سلمان، آل سعود، يوم التأسيس السعودي، اليوم الوطني السعودي، مكة المكرمة، المسجد النبوي، المدينة المنورة، مهد الإسلام


مقدمة

إن المملكة العربية السعودية هي دولة ذات أهمية تاريخية وثقافية غنية، وهي تمر بتحول نموذجي واضح ومتعدد الأوجه يشمل مجموعة من الأبعاد المجتمعية المتكاملة. ومن الجدير بالذكر أن هذا التحول يمتد إلى البعد الثقافي، والبنية الاجتماعية، والتكوين الاقتصادي، والهندسة السياسية، وديناميكيات التفاعل الاجتماعي، والاتجاهات الطبقية، وأطر التعليم ونشر المعرفة، والهياكل العائلية والقرابة، والنماذج الدينية، والمسارات التكنولوجية والابتكارية، وأحكام الرعاية الصحية والرفاهية، فضلا عن ضرورات الاستدامة البيئية. ويتعلق أحد الجوانب المحورية لهذا التحول بنهج المملكة تجاه العطلات الرسمية وإحياء ذكرى الأحداث التاريخية، مما يجسد الطبيعة الشاملة للتطور المستمر. 

وتجدر الإشارة إلى أنه في السنوات التي سبقت عام 2022، كان لدى المملكة تقليد يقتصر على الاحتفال بعطلة رسمية غير دينية، باستثناء المناسبات الدينية الهامة مثل عيد الفطر وعيد الأضحى. ومع ذلك، فقد حدث تحول ملحوظ وجدير بالملاحظة في الآونة الأخيرة في ظل القيادة الحالية للمملكة العربية السعودية. لقد أحدثت هذه القيادة الجديدة حقبة من التغيير والابتكار الهائلين، والتي تمس جوانب مختلفة من البلاد بما في ذلك السياسة والمجتمع والثقافة والاقتصاد والعلاقات الدولية. تتجلى الرؤية الديناميكية والمستقبلية للقيادة السعودية الحالية بوضوح من خلال إعادة الهيكلة الشاملة لإطارها المجتمعي. من الأنظمة السياسية إلى الممارسات الثقافية، ومن الاستراتيجيات الاقتصادية إلى العلاقات العالمية، يشهد كل جانب من جوانب المملكة تحولاً عميقاً. إن هذا الجهد الجماعي لتحقيق تحول فريد لا مثيل له هو شهادة على تفاني المملكة العربية السعودية في صياغة طريقها المتميز على الساحة العالمية.

ومن الجدير بالملاحظة بنفس القدر المسعى الدقيق لإعادة صياغة وإعادة تنظيم تاريخ المملكة. ولا يقتصر دور القيادة على تقديم الأحداث التاريخية والمعالم الحاسمة للمواطنين؛ بل إنها تعمل بنشاط على تنمية الشعور بالهوية الوطنية من خلال إسناد الأسماء والتقديرات والأيام المخصصة لهذه الأحداث التاريخية. ويهدف هذا النهج الاستراتيجي إلى غرس الشعور بالفخر والوحدة بين المواطنين، وتشكيل هوية جماعية أقوى تتناسب مع ماضي المملكة الغني.

فقبل 27 يناير 2022، كان لدى المملكة العربية السعودية عدد محدود من العطلات الرسمية، مع عطلة رسمية واحدة غير دينية فقط بالإضافة إلى العطلتين الدينيتين الرئيسيتين. كان لهذه العطلة غير الدينية، التي أقيمت في 23 سبتمبر، أهمية كبيرة لأنها كانت ذكرى تأسيس الدولة السعودية الثالثة في عام 1932، تحت القيادة الحكيمة لابن سعود. ومع ذلك، فقد شهد مشهد العطلات في المملكة العربية السعودية تغيرات كبيرة، مما أدى إلى إضافة عطلتين رسميتين غير دينيتين إلى جانب العطلتين الدينيتين الحاليتين وعطلة واحدة غير دينية.

كان إعلان يوم التأسيس عطلة رسمية في المملكة العربية السعودية في 27 يناير 2022، بأمر ملكي، حدثًا مهمًا. ويعد هذا المرسوم الرسمي، الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز، بمثابة شهادة واضحة على تفاني المملكة الثابت في تكريم تاريخها الغني والحفاظ عليه. لقد تم الآن الاعتراف رسميًا بتأسيس الدولة السعودية، التي بدأت في فبراير 1727 تحت قيادة محمد بن سعود (1765-1697) ، وسيتم الاحتفال بها سنويًا في 22 فبراير. ولا يؤكد هذا الاحتفال على شعور عميق بالاستمرارية فحسب، بل يغرس أيضًا إحساسًا عميقًا والعزة الوطنية بين الناس. ومن الجدير بالذكر أن الاحتفال الافتتاحي بيوم التأسيس المهم هذا أقيم في 22 فبراير 2022، ليشكل علامة فارقة بينه وبين اليوم الوطني السعودي الذي يحتفل كل عام في 23 سبتمبر.

ولتعزيز عمق الاحتفاء التاريخي بشكل أكبر، فإن العطلة غير الدينية الثالثة في المملكة العربية السعودية تحمل ارتباطًا عميقًا بحدث تاريخي مهم - وهو اعتماد العلم السعودي. وتم الإعلان الرسمي عن هذا العيد، المعروف بــ "يوم العلم السعودي"، في 1 مارس 2023، بمرسوم ملكي، مما عزز مكانته كاحتفال سنوي يصادف يوم 11 مارس. تكرّم هذه المناسبة الهامة اليوم الذي احتضن فيه ابن سعود، صاحب الرؤية وراء الدولة السعودية الحديثة، علم البلاد رسميًا في عام 1937. ومن خلال الاحتفال بهذا اليوم، يحتفل شعب المملكة العربية السعودية بمثل الوحدة والتراث الثقافي والالتزام المشترك بالقيم المشتركة. في 11 مارس 2023، احتفلت المملكة العربية السعودية بيوم العلم السعودي الافتتاحي، والذي يمثل علامة فارقة أساسية في تاريخ البلاد.

وفي جوهرها، تتجاوز التحولات الحالية في المملكة العربية السعودية التصورات التقليدية للتقدم المجتمعي. وتجسد هذه التغييرات مبادرة شاملة موجهة نحو المستقبل، بقيادة مستثمرة بعمق ليس فقط في تشكيل المشهد الحالي للبلاد، بل وأيضاً في إقامة رابط عميق بين ماضيها الغني وحاضرها النابض بالحياة ومستقبلها الواعد. يعد التعديل المتزامن للعطلات الرسمية وإحياء ذكرى الأحداث التاريخية بمثابة مظهر واضح لالتزام المملكة العربية السعودية الثابت بالتقدم والوئام وزراعة هوية وطنية فريدة.

مسار المملكة من الدرعية إلى الدولة

ويصادف شهر سبتمبر هذا من عام 2023 تأسيس الدولة الثالثة للمملكة العربية السعودية الثالث والتسعين (93) أو يمكن القول أيضًا أنه الذكرى الثالثة والتسعين التي تمكن فيها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود (1876-1953) مؤسس الدولة الثالثة للمملكة العربية السعودية الحديثة، من توحيد العديد من المناطق من أهمها: جنوب نجد وسدير والقصيم والأحساء وعسيروحائل ومنطقة الحجاز وجازان. وتم الاحتفال بهذه المناسبة بـ"اليوم الوطني السعودي" كل عام في 23 سبتمبر منذ سنة 1932. وفي هذا اليوم قبل حوالي مائة سنين، تم تغيير اسم هذا الجزء من شبه الجزيرة العربية من "مملكة نجد والحجاز" إلى "المملكة العربية السعودية" بمرسوم ملكي من الملك الذي سمّى هذه المملكة على اسم جده أمجد (الجيل السادس) أي "سعود" (1640-1736) والد "محمد" (1727-1765) مؤسس "الدولة السعودية الأولى" (1744-1818). ونسبه الكامل هو "عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود". ومن الجدير بالذكر هنا أنه تمت السيطرة على المنطقة المعروفة الآن باسم المملكة العربية السعودية بأكملها من شبه الجزيرة العربية بيد آل سعود، قبل سبع سنوات من التأسيس الرسمي للدولة الثالثة للمملكة العربية السعودية في عام 1932. وعلى وجه التحديد، حينما تغلبت أسرة آل سعود عام 1925 على شريف مكة ملك الحجاز علي بن الحسين بن علي (1853-1931). ومع ذلك، فمن المهم الإشارة إلى أن هذا الإجراء أدى إلى إلغاء مملكة الحجاز الهاشمية، التي كانت قائمة منذ عام 1879 في شبه الجزيرة العربية. ويحتل عام 1932 مكانة مهمة في سجلات التاريخ السعودي، لأنه يمثل شهادة على القوة الدائمة ووحدة الدولة السعودية الثالثة. شهد هذا العام الهام تتويجًا لفترة من الاستقرار والازدهار، مما عزز الروابط بين جميع الوحدات الإقليمية والقبائلية المتنوعة التي تشكل الآن المملكة العربية السعودية. وإلا، بدأت نشأة الدولة السعودية الثالثة عندما تم استعادة الرياض في عام 1902. وفي وقت لاحق، عادت أسرة آل سعود إلى نجد وعززت سلطتها في جميع أنحاء المنطقة. ومع التقدم للأمام، انتصر آل سعود على آل رشيد في عام 1921، وبالتالي فرضوا سيطرتهم المطلقة على نجد كلها.

وبينما ظهرت الدولة السعودية الأولى عام 1727 وظلت في السلطة حتى انتهت عام 1818، بسبب تدخل العثمانيين. وعلى الرغم من قصر مدتها نسبياً، لعبت هذه الدولة دوراً حاسماً في إرساء أسس سلطة آل سعود ونفوذهم في المنطقة. فبعد زوال الدولة السعودية الأولى، واجه آل سعود فترة من الانقسام السياسي والصراع على السلطة. ولكن في عام 1824م، تأسست الدولة السعودية الثانية بقيادة تركي بن عبد الله بن محمد (1775-1834). وتمتعت هذه الدولة بفترة حكم أطول، استمرت حتى عام 1891 حينما هُزمت آل سعود على يد قوات آل رشيد في معركة مليدة. فشهد آل سعود دورة متواصلة من الصعود والهبوط والتقلبات والتغيرات طوال هذه الفترة، ولكن لم تحقق الأسرة نجاحًا دائمًا وشاملا إلا بعد إنشاء الدولة السعودية الثالثة عام 1902/1932. وتطورت هذه الدولة في نهاية المطاف إلى ما يسمى الآن "المملكة العربية السعودية" الحديثة، وظل آل سعود في السلطة منذ ذلك الحين. يمكن إرجاع تاريخ آل سعود إلى ثلاث فترات متميزة تعرف باسم الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة. وبشكل عام، يتميز تاريخ آل سعود بفترات من الانتصار والهزيمة. ربما تكون الدولتان السعوديتان الأولى والثانية قد وصلتا إلى نهايتهما في نهاية المطاف، لكن إرثهما شكل المسار الذي أدى إلى إنشاء الدولة السعودية الحديثة.

آل سعود في السلطة في شبه الجزيرة العربية منذ ستة قرون؟ 

ووفقًا للرواية المقبولة الشائعة على نطاق واسع، كان آل سعود على السلطة في منطقة من شبه الجزيرة العربية منذ عام 1744. ولكن العديد من المؤرخين يحملون هذا الاعتقاد وكما آل سعود أنفسهم يزعمون أن لديهم تاريخًا أطول بكثير من الحكم والسلطة على هذه المنطقة، مؤكدين أنهم حكموا هذه المنطقة لمدة ستة قرون، انطلاقًا من مدينة تسمى "الدرعية" التي تقع في الضواحي الشمالية الغربية لعاصمة الرياض. وقبل بضع سنوات، أدلى عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي السابق الذي يشغل حاليا منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية بنفس الادعاء في مقابلة مؤكدا على أن آل سعود تمتلك على إرث تاريخي يمتد لستة قرون. وعند دراسة التلميحات التاريخية بالنسبة لوجود سيادة آل سعود في جزيرة العرب، نصادف شخصًا مؤثرًا اسمه مانع بن ربيعة المريدي (1400-1463) الذي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي ويتمتع بأهمية كبيرة حيث أنه يعتبر السلف الأعلى لعائلة آل سعود. ويعود نسبه الشريف إلى دروع القطيف الجليلة، وهو من بني حنيفة من بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان نسباً. ومن اللافت للنظر أنه يحمل شرفًا مميزًا لكونه السلف الأكبر بين الأسلاف الموقرين لسلالة آل سعود الحاكمة التي تحكم المملكة العربية السعودية. ومن المعتقد، أن مانع بن ربيعة المريدي هو الذي قد لعب دوراً محورياً في تأسيس الإمارة أو الدولة الأولى في الدرعية في عام 1446. وبهذا المعنى، فإن ادعاء آل سعود بامتداد تراث حكمهم التاريخي في الدرعية إلى 600 عام يبدو أقرب إلى الحقيقة. ومع أنه يمكن العثور على آثار لشخصيات مؤثرة من أجيال آل سعود الذين عاشوا من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر الميلادي، أي من عهد مانع بن ربيعة (1400-1463) إلى عهد سعود بن محمد (1640-1736)، ولكن لا يوجد ذكر محدد من تفاصيل أحوالهم السياسية والاجتماعية في هذه الفترة، إلا أنه كان هناك الصراعات والمعارك المضطربة التي حدثت بين هذه الأجيال على نطاق واسع، مما قد يؤدي إلى إهمال تسجيل وحفظ سجلاتهم التاريخية وعدم عرض تفاصيلها على العالم.

نقطة مهمة: بلد آمن، ازدهار ودور عائلة سعود

والآن، سواء نعتبر مدة حكم آل سعود في شبه الجزيرة العربية ثلاثة قرون أو ستة قرون، أو سواء إذا نتحدث عن تاريخ المملكة العربية السعودية أو تاريخ آل سعود، يصبح من الواضح تمامًا أن كلاً من المملكة العربية السعودية وآل سعود متكاملان لآخر ولا غنى لبعضهما عن البعض ويساعد بعضهما البعض في فهم تأريخ الآخر.

ومن المهم تسليط الضوء على نقطة أخرى بهذا السدد، وهي أنه طوال التاريخ الإسلامي، باستثناء الخلفاء الراشدين (الخلفاء الثلاثة الأوائل فقط، لأن حضرة علي رضي الله عنه قد نقل منصب الخلافة من المدينة إلى العراق بسبب بعض الظروف غير المتوقعة)، لن نجد أية خلافة أو ملكية أو دكتاتورية أو حكومة مسلمة متخذة منبع الإسلام ومهبط الوحي شبه جزيرة العرب أو أي جزء منها مركز القوة الأساسي أو دار الخلافة لحكومتها. فإذا نظرنا إلى كل من الخلافات والممالك والدول والحكومات الإسلامية، من بني أمية إلى العثمانيين، وجدنا أن جميعهم تجاهلوا هذا المكان، باعتباره وادياً "غير ذي زرع" بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكيلا تكون الرعاية والدعم لهذا المكان وسكانه وزوّاره مسؤولية على عاتقي من اتخذه مقر سياسته وحكومته، أومن المحتمل، أن إهمالهم تسبب بحقيقة أن الجزيرة العربية ما كانت تستطيع أن توفر لهم الكماليات والبضائع الفاخرة، أو ربما هؤلاء الحكام أنفسهم لم يتمكنوا من جرأة للقيام بمجالس الفخامة والرفاهية من خلال ترتيب كواكب الخمر وتجمعات الشباب في هذا المكان الموقر الرفيع المستوى. وعندما نتعمق في تاريخ الجزيرة العربية، ندرك أن فترة آل سعود تبرز كعصر مهم من الازدهار والتقدم المادي والروحي، بعد عصر النبوة والخلافة الراشدة. ومن المهم الاعتراف بأن مفهوم "البلد الآمن" كما ورد في القرآن الكريم فيما يتعلق بأداء مناسك الحج في هذه المدينة المباركة لم يتحقق حقاً إلا في عهد آل سعود في القرن العشرين الميلادي. وهذا يدفعنا إلى التساؤل لماذا قصد القرآن أن تكون هذه المنطقة مدينة الأمن والسلام؟ الجواب يكمن في رغبة القرآن في جعل هذا المكان مركزا للأنشطة الاقتصادية والتجارية. وإنها حقيقة لا يمكن إنكارها أن أي مكان يطمح إلى أن يصبح مركزًا تجاريًا يجب أن يضمن أولاً بيئة سلمية وآمنة. وتزامن وصول السلام والوئام إلى هذه الأرض المقدسة مع صعود آل سعود إلى السلطة، الذين نجحوا في توحيد مختلف الفصائل الإقليمية والقبلية والدينية في المنطقة فيما يعرف الآن باسم "المملكة العربية السعودية". وبعد إنشاء الدولة السعودية الثالثة في عام 1932، مرت 6 سنوات فقط من الهدوء قبل اكتشاف النفط، المعروف أيضًا بالذهب الأسود، في عام 1938. وكان ذلك بمثابة بداية النمو الاقتصادي والتنمية في المملكة. وفي غضون بضعة عقود فقط، لم تكن المملكة العربية السعودية قبلة دينية للمسلمين فقط، بل هي برزت كقبلة اقتصادية للعالم كله وتحولت إلى قوة اقتصادية عالمية.

المملكة في الوقت الراهن

ويستمر مسار التنمية في المملكة العربية السعودية الحديثة إلى ما يقرب من قرن من الزمان ولا يمكن تغطيته في مقال قصير. ولكن هنا سوف نتناول بعض النقاط والحقائق الهامة عن المملكة العربية السعودية فيما يلي.

وبحسب مركز "وورلدو ميتر" للأبحاث، إن عدد السكان الحاليين في المملكة العربية السعودية يتجاوز 3.69 مليون فرد، وحوالي 30 إلى 35 بالمائة منهم مواطنون أجانب ينحدرون من مختلف دول العالم. وتتميز المملكة العربية السعودية بنسبة عالية من الشباب مقارنة بالدول الأخرى. وبحسب تقرير 2020 الصادر عن "الهيئة العامة السعودية للإحصاء"، فإن 36.7% من السكان السعوديين يقعون ضمن الفئة العمرية من 15 إلى 34 عامًا. ومن الجدير بالذكر أنه قبل تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة وحتى بعده، كان هناك نظام قبلي في المملكة لفترة طويلة، ولكن شهدت المملكة تحولاً كبيراً من نظامها القبلي التقليدي إلى الدولة الحديثة التقدمية خلال جيل واحد فقط، فشهد مؤشر التنمية البشرية في المملكة العربية السعودية نمواً مثيراً للإعجاب، حيث تضاعف مقارنة بما كان عليه في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. فعلى سبيل المثال، ارتفع متوسط العمر المتوقع للمواطنين السعوديين، الذي كان يبلغ 37 عامًا خلال العقود المذكورة، إلى 75 عامًا الآن. وبالمثل، فإن معدل وفيات الأطفال الرضع في المملكة، والذي كان يضاهي معدل وفيات الدول الأكثر فقراً في العالم في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، قد وصل الآن إلى مستويات مماثلة للدول الأوروبية والأمريكية المتقدمة. ويبلغ معدل وفيات الأطفال الرضع في المملكة العربية السعودية حالياً 5.90 لكل ألف فرد، بينما في الولايات المتحدة 5.68، وفي روسيا 5.14، وفي المملكة المتحدة 3.59، وفي فرنسا 2.84، وفي الصين 2.84. 9.04.

وشهدت المملكة العربية السعودية في زمن القرن الماضي تحولاً ملحوظاً في معدل معرفة القراءة والكتابة، حيث أنه كان 95% من السكان السعوديين يفتقرون إلى القدرة على القراءة والكتابة قبل مائة عام. ولكن اليوم، يتمتع 95.33% من سكان المملكة بإمكانية الوصول إلى التعليم ويمتلكون فهمًا ثقافيًا شاملاً. ومن الأهمية بمكان أن نعترف بالسياق التاريخي الذي واجه فيه تعليم المرأة تراجعًا خلال الخمسينيات والستينيات في المملكة العربية السعودية. ولكن السيناريو الحالي يعرض تحولا نموذجيا حيث أن أكثر من 55٪ من الطلاب المسجلين في المدارس والكليات والجامعات هم الآن من الإناث. وقد ساهم هذا التغيير التدريجي بشكل كبير في التنمية الشاملة للأمة ويظهر التأثير الإيجابي لهذا التحول نحو التعليم أيضًا في المشهد الاقتصادي في المملكة العربية السعودية. وفي الستينيات، كان متوسط دخل الفرد يبلغ 400 دولار فقط. ولكن من خلال الجهود المتضافرة والتفاني في التعليم، شهدت البلاد نموًا اقتصاديًا كبيرًا. وفي الوقت الحاضر، ارتفع دخل الفرد إلى أكثر من 20 ألف دولار، مما يسلط الضوء على العلاقة المباشرة بين التعليم والازدهار الاقتصادي. ويعد هذا الارتفاع الملحوظ في الدخل بمثابة شهادة على التقدم الهائل الذي تم إحرازه في التعليم وما تلا ذلك من تأثير إيجابي على الرفاهية العامة للسكان السعوديين. ومع استمرار ارتفاع معدل معرفة القراءة والكتابة والدخل الشخصي، تقف المملكة العربية السعودية كنموذج مثالي للدول الأخرى التي تسعى جاهدة لرفع مستوياتها التعليمية وتنمية مجتمع مثقف.

وإن تطور كل مجتمع مرتبط بـ "تنميته الاقتصادية". ويرتبط الازدهار الملحوظ الذي تشهده المملكة العربية السعودية أيضاً بـ الاكتشافات الكبيرة للموارد النفطية داخل أراضيها. وقبل هذا الحدث المحوري، كان الاقتصاد السعودي يتسم بنطاقه المحدود للغاية، حيث كان يعتمد بشكل كبير على الدخل الناتج عن موسم الحج السنوي، والضرائب، والأنشطة الزراعية. ويرسم الشيخ رستم صورة حية للتحديات التي واجهتها البلاد في ذلك الوقت في كتابه "سعودی عربية أيند آئیل دبلوماسي"، حيث إنه يقول إن "الممارسات والأساليب الزراعية السائدة في السعودية آنذاك كانت أيضا قديمة جدا وعفا عليها الزمن، وكان الفقر والأمية منتشرين، والأمراض كانت تنتشر يوما بعد يوم".

وفي عشرينيات القرن الماضي، بلغت الإيرادات السنوية للحكومة السعودية حوالي 500 ألف دولار، وتم جمع خمسها من الحجاج عن طريق فرض الرسوم على بضائعهم القابلة للتداول. وخلال "الكساد الكبير" عام 1929، عندما واجه العالم كله الركود الاقتصادي، انخفض أيضًا عدد الحجاج بنسبة ستين بالمائة، مما أثر بشكل مباشر على اقتصاد المملكة العربية السعودية وكان سيئًا شديدًا للغاية أن الملك عبد العزيز اتصل ببريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي للحصول على التعاون لتخفيف الضغط الاقتصادي. 

وعلى الجانب الآخر، تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية برزت كلاعب مهم على الساحة الاقتصادية العالمية، حيث تحتل حاليًا المرتبة السابعة عشرة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم. ويمكن أن يعزى هذا الإنجاز الرائع إلى العديد من العوامل، بما في ذلك العديد من الموارد الطبيعية الوفيرة في البلاد، والاحتياطيات الهائلة من المعادن، والبنية التحتية الحديثة ذات المستوى العالمي. وبهذا السبب، إن المملكة العربية السعودية اليوم في وضع يمكنها من إقامة صداقات مثمرة وعلاقات قوية وتعاملات ثنائية فعالة مع جميع دول العالم على أساس المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. وإن المساهمات المذهلة للدولة في الاقتصاد الإقليمي والعالمي، كما تتضح من الناتج المحلي الإجمالي وقيمة سوق الأوراق المالية لديها، تعزز مكانتها كلاعب رئيسي في المشهد الاقتصادي. فاليوم، يمكن تقدير الحجم الحقيقي للاقتصاد السعودي من خلال الإحصائيات التي تشير إلى أن المملكة العربية السعودية وحدها تمثل 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي المشترك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها. بالإضافة إلى ذلك، فإن قيمة سوق الأسهم السعودية هي شهادة على الهيمنة الاقتصادية للبلاد، حيث تمثل 50% من إجمالي رأس المال والأصول في جميع أسواق الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهذا يسلط الضوء على استقرار وجاذبية السوق السعودية، التي اجتذبت المستثمرين المحليين والدوليين، مما عزز مكانة البلاد كقوة اقتصادية لا يستهان بها.

تدفق الثروة وتأثيره على الحياة الإنسانية

وأحدث ظهور النفط في المملكة العربية السعودية تحولًا عميقًا في حياة شعبها، حيث أنه غيّر أسلوب حياتهم البدوي تمامًا، وبشر بعصر من الازدهار غير المسبوق. ولم تُحدث هذه الثروة المكتشفة حديثًا ثورة في حالتهم الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل أثارت أيضًا تحولًا جذريًا في عقليتهم وتفكيرهم وتصورهم للعالم. وفي جيل واحد فقط، خضع المواطنون السعوديون لتحول ملحوظ، حيث تخلصوا من هياكل الحكم البدوية والقبلية التقليدية لصالح اعتناق مبادئ ومؤسسات الدولة القومية الحديثة. وبسرعة ملحوظة وقدرة على التكيف، إنهم وضعوا جميع المعايير والمؤسسات اللازمة لحسن سير العمل في المجتمع المعاصر.

واليوم عندما نقارن الدول العربية، وتحديداً شعب المملكة العربية السعودية، مع الشعوب المقيمين في الدول الغربية والشرقية المتقدمة، يتبين أنه لا مجال للنقاش عندما يتعلق الأمر بمستويات المعيشة. فلا يمكن إنكار أن سكان المملكة ليسوا بأي حال من الأحوال أقل شأنا من نظرائهم الغربيين أو الشرقيين من حيث الانغماس في أسلوب حياة فاخر ومريح. في الواقع، إذا تعمقنا في العقود الأولى من ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، عندما تأسست المملكة العربية السعودية، يمكننا اكتشاف عدد كبير من الأدلة التاريخية التي تعكس بوضوح مدى حالة الفقر والحياة الشاقة التي عاشها المواطنين السعوديون في تلك الفترة. وخلال تلك الأيام، كان العاهل الملكي السعودي، مع عائلته بأكملها، يعيش في نفس القصور المبنية من الطوب اللبن التي سكنها أسلافهم منذ قرون. وتجدر الإشارة إلى أن آل سعود واجهوا تحديات هائلة في الهروب من أسلوب الحياة هذا، لكنهم شرعوا في رحلة شاقة لتحقيق التحول. فمن ناحية، فضلتهم الطبيعة بتمكينهم من الوصول إلى الثروة النفطية الوفيرة، ومن ناحية أخرى، لم يدخر آل سعود أي جهد في الحفاظ على امتيازاتهم والحفاظ على سيطرتهم على هذه الثروة.

وهنا أريد أن أشارككم حكاية ممتعة ورائعة من تاريخ المملكة العربية السعودية. وهي تدور حول مؤسس المملكة، العاهل عبد العزيز بن عبد الرحمن، والمعروف على نطاق واسع باسم "ابن سعود". في عام 1945، بعد وقت طويل من توليه السلطة، وقع حدث ذو أهمية كبيرة حيث شرع ابن سعود في رحلته الأولى خارج حدود مملكته. كانت هذه الرحلة الاستكشافية بالغة الأهمية محاطة بأقصى قدر من السرية. ولم يكن الغرض من هذه الرحلة السرية سوى لقاء مهم بين ابن سعود ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، فرانكلين د. روزفلت" (1882-1945) في "قناة السويس" بمصر على متن سفينة المحيط الفاخرة "يو إيس إيس كوينسي" (CE-71). ومما لا شك فيه أن هذا الاجتماع كان له أهمية عميقة، لأنه كان أول لقاء بين قادة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. ويعتقد على نطاق واسع أن هذه المناسبة الهامة أرست الأساس للعلاقة القوية والدائمة التي ازدهرت بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لأكثر من سبعة عقود ونصف. فخلال ضيافته الحارة، عرّف الرئيس الأمريكي بـ "الآيس كريم" و"أفلام هوليود" للعاهل السعودي كبادرة للتبادل بين الثقافات. فتقديم هاتين الحداثتين للملك ابن سعود لمحة مبهجة عن الثقافة الأمريكية، حيث واجههما للمرة الأولى في حياته اللامعة.

واستنادًا إلى هذا الحادث الواقعي، يمكننا الحصول على نظرة ثاقبة للنطاق الواسع المدة والتحديات التي واجهتها عائلة آل سعود من أجل الوصول إلى وضعها الحالي. ومن اللافت للنظر حقًا أن نلاحظ كيف أن مواطني المملكة العربية السعودية، الذين لم يكونوا على معرفة بمفهوم الآيس كريم قبل 75 عامًا فقط، يمثلون الآن نسبة مذهلة تبلغ 30٪ من إجمالي استهلاك الآيس كريم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها. ووفقًا لتقرير شامل أجرته "بزنس ماركيت إنسائيت" (Business Market Insight)، بلغت قيمة سوق الآيس كريم في منطقة مجلس التعاون الخليجي 543.0 مليون دولار أمريكي في عام 2018. ومن المتوقع أن يشهد هذا السوق نموًا كبيرًا، حيث تشير التقديرات إلى أنه ستصل إلى قيمة ملحوظة تبلغ 969.1 مليون دولار بحلول عام 2027. ومن المتوقع أن يكون هذا النمو مدعومًا بمعدل نمو سنوي ثابت قدره 6.7% من عام 2019 حتى عام 2027. وتسلط هذه الإحصائية الضوء على التقدم والتطور الملحوظ الذي شهدته البلاد خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. فإن التوسع السريع لسوق الآيس كريم في المملكة العربية السعودية لا يدل فقط على التقدم الاقتصادي في البلاد، ولكنه أيضًا بمثابة شهادة على روح المبادرة وتصميم شعبها. وإنه مؤشر واضح على كيفية تحويل المملكة العربية السعودية نفسها إلى دولة مزدهرة تلعب دورًا بارزًا في التنمية الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها. وإنها شهادة على قدرة الشعب السعودي على التغلب على التحديات وتبني التغيير، والظهور في نهاية المطاف كاقتصاد مزدهر.

وفيما يتعلق بفيلم هوليوود، فبالرغم من أنه فصل جديد في مجال الترفيه، إلا أنه ليس له تاريخ عمره قرون، ولكن وفقا للحقائق أو الأساطير الموجودة حول صناعة السينما اليوم، فإن الفيلم الأول الذي تم إنتاجه في هوليوود كان "دي اسکوا مین" "The Squaw Man" الذي أخرجه "سيسيل بلونت ديميل" (Cecil Blount DeMille) عام 1914. إذن فمعناه أن لقاء الملك السعودي ابن سعود بالرئيس الأمريكي حصل بعد 31 عامًا فقط من إطلاق أول فيلم في هوليوود. 

ويمكن استخلاص استنتاجين مهمين من هذا الحادث برمته.

1) ولا بد من الامتناع للمرء أن يتصور بلا داعٍ وبطريقة غير عقلانية أن هؤلاء العرب جاهلون، وغير أذكياء، وغير متحضرين، وغير مهذبين و مؤدبين وسيئي الأخلاق. وإن مثل هذه المعتقدات المتحيزة لا أساس لها من الصحة ولا تؤدي إلا إلى كشف جهل المرء الذي يمسك هذه الفكرة. وفي الواقع، يمتلك هؤلاء العرب ذكاءً ملحوظًا، ويقدرون أنفسهم كثيرًا ويفكرون للغاية ويظهرون قدرة رائعة على التعلم بسرعة. وبمجرد أن جاءتهم موارد النفط والغاز وهم بدورهم جذبوا انتباه العالم واهتمامهم، وبالتالي تمكن هؤلاء العرب من كسب المال وجمعوا ثروات هائلة في وقت قصير، مما أحدث تغييرا في أنماط تفكيرهم وسلوكهم. ولقد ألغوا أسلوب حياتهم البدوي والهياكل الاجتماعية القديمة واستبدلوه بمجتمع مترف وفخم لا يعولون فيه أنفسهم فحسب، بل يقدمون الدعم للآخرين أيضًا. ولا يمكن إنكار أن هؤلاء العرب يتباهون حاليا بالبنية التحتية الأكثر تقدما في العالم ويمثلون نموذجا للتنمية لا مثيل له. وعلاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن نصف سكان العالم يعتمدون على هؤلاء العرب لتلبية احتياجاتهم من الطاقة.

2) نقطة أخرى مهمة يمكن استخلاصها من هذه الحكاية يمكن في اقتباس لمصرفي أمريكي شهير يبلغ من العمر 30 عامًا " هندريث فانلون سميث"، الذي اكتسب شهرة واسعة في القطاع المصرفي من خلال كتابه الذي نال استحسانًا كبيرًا بعنوان الشهير "دي ويلت ريفيرينس غائد: أين أميريكان كلاسيك" (The Wealth Reference Guide: An American Classic) ، وهو يكتب ما يلي: 

"Money earned is proof of value provided. Money earned is proof of worth recognized"

 

(معناه: إذا كسبت مالاً فهذا يعني أنه لا بد أنك قدمت شيئاً أو خدمة ذات قيمة لشخص ما مقابل هذا المال. وكذلك، إذا كسبت المال، فهذا يعني أنه في مقابل هذا الربح، أنك منحت شيئاً أو خدمة لشخص يعترف قيمته في عينيه).

وعندما نتأمل في حالة الرخاء الحالية في المملكة العربية السعودية ونحلل العوامل التي تساهم في هذه الحالة المواتية، فضلاً عن سمعة المملكة العالمية فيما يتعلق بالاحترام والشرف الذي اكتسبته المملكة في جميع أنحاء العالم، يصبح من الواضح أن امتلاك الثروة يتيح الوصول إلى امتيازات مختلفة. في الواقع، إن امتلاك موارد مالية كبيرة يمكّن المرء من الحصول على أي شيء يرغب فيه تقريبًا. وإن امتلاك أموال وافرة يمنح المرء الحصول على جميع الأشياء. ولا تشمل الممتلكات المادية فحسب، بل تشمل أيضًا الشهرة والأخلاق واللياقة الاجتماعية. علاوة على ذلك، فإن تدفق الثروة لا يعزز السمات الثقافية والحضارية القائمة فحسب، بل يقدم أيضًا عناصر جديدة، وبالتالي يزرع مشهدًا ثقافيًا وحضاريًا جديدًا.

مستقبل المملكة وأهميتها على المستوى الإقليمي والدولي

وبعد تناول النقاش عن ماضي المملكة العربية السعودية وحاضرها، دعونا نتحدث عن مستقبلها من زاوية مختلفة.

على مدى عقود عديدة ماضية، اضطلعت المملكة العربية السعودية بواجباتها كقائد ومرشد في مختلف المجالات والجبهات والمنظمات، بما في ذلك العالم الإسلامي والعالم العربي وصناعة النفط ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها. ويرى العديد من الخبراء السياسيين أن المكانة المرموقة للمملكة ومساعيها الرائدة يمكن أن تعزى إلى إنجازاتها وثراءها في مجال الطاقة النفطية. ومع ذلك، فإن عددا متزايدا من الأفراد يعبرون الآن عن فكرة تشير إلى تحول ملحوظ في التكنولوجيا العالمية التي تقود حياة الإنسان من الوقود الأحفوري (Fossil Fuels) إلى مصادر الطاقة النظيفة (Clean Energy) والطاقة المتجددة (Renewable Energy). وبالتالي، هناك احتمال أن تكافح المملكة العربية السعودية للحفاظ على مكانتها القيادية الحالية في السنوات المقبلة.

فأول شيء في هذا الصدد هو أن القيادة السعودية نفسها بعيدة النظر لدرجة مرتفعة حيث إنها تبدأ بالتخطيط للمستقبل قبل سنوات والعمل بجد على تنفيذه في وقت مبكر. وثانيا، يبدو من غير المرجح أن يقع حدث بهذا الحجم في المستقبل القريب. والأمر الثالث هو أنه من المعقول الافتراض أنه لو كانت هناك أية مخاوف، لكانت المملكة العربية السعودية قد وضعت خطة عمل شاملة لمعالجتها. في الواقع، من الممكن أن يكونوا قد اتخذوا المزيد من الخطوات لضمان التنفيذ الناجح لمثل هذه الخطة. وهذا يثير التساؤل: هل رؤية 2030 هي بمثابة تجسيد لهذه الخطة الإستراتيجية؟

ويمكن التأكيد هنا على أن السعودية لا تحصل على هذه المكانة المرموقة بسبب مكانتها فقط كأكبر اقتصاد في العالم العربي والإسلامي. ومن ثم فإن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي العوامل والأسباب التي جعلت السعودية تتمتع بهذا الموقف؟ وفي هذا الصدد، من المهم تحليل أربعة عوامل رئيسية تؤدي إلى استنتاج مفاده أنه لا يوجد أي تهديد لقيادة المملكة العربية السعودية في المستقبل المنظور.

العوامل المهمة تشير إلى أن قيادة المملكة العربية السعودية لا تواجه أي تهديد

1) تلعب المملكة العربية السعودية دوراً حاسماً وهاماً في قيادة وتوجيه العالم الإسلامي والمسلمين نظراً لملكيتها للمسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وكلاهما من المراكز الإسلامية البارزة الأساسية. ومع وجود أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في جميع أنحاء العالم يصلون نحو الكعبة خمس مرات على الأقل يوميًا، فإن مسؤولية المملكة تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد حماية هذه الأماكن المقدسة. ويستلزم ذلك أيضًا ضمان بقاء هذه الأماكن مراكز للرخاء والرفاهية والبركة ليس للمسلمين فحسب، بل للبشرية أجمعين. وبالنظر إلى أن المسلمين الآن يمثلون خمس سكان العالم كله أو أكثر، فمن المتوقع أن تلعب المملكة العربية السعودية دورًا حيويًا في تعزيز رفاهية البشرية جمعاء. وهذا الموقع الفريد يمنح المملكة العربية السعودية فرصة للقيام بدور مميز لا تمتلكه الدول الإسلامية الأخرى. فباعتبارها مسقط رأس الإسلام والنبي محمد، تتمتع المملكة بأهمية تاريخية وروحية هائلة. وبالإضافة إلى أنها تمتلك الأماكن التي يجتمع فيها المسلمون سنويًا لأداء فريضة الحج. وعلى مدى الخمسين عامًا الماضية، بذلت المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة لتوفير المرافق والتسهيلات الأساسية والدعم لحجاج الحرم الشريف، ومن الصعب العثور على مثل تلك التسهيلات التي تم تقديمها من قبل أية مملكة أو حكومة إسلامية أخرى طيلة التاريخ الإسلامي. وطالما استمرت المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وحمايتهما مع تعزيز الوحدة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، فإنها ستتحمل مسؤولية رعاية المسلمين وقيادة العالم الإسلامي. وبالتالي، فإن قيادة المملكة العربية السعودية ونفوذها في المجتمع الإسلامي ستظل تحظى بالاعتراف والاحترام على نطاق واسع في المنظمات والمنتديات العالمية البارزة.

2) لقد ارتبطت رحلة التنمية في المملكة العربية السعودية طوال القرن العشرين وحتى في القرن الحادي والعشرين ارتباطًا وثيقًا باقتصادها المعتمد على الطاقة. ويعد سوق الطاقة العالمي بمثابة حلقة وصل حيوية بين جميع الدول، ولا يمكن إنكار أن استخراج النفط سيستمر في لعب دور مهم ومحوري في تلبية احتياجات العالم من الطاقة في السنوات القادمة. ومع ذلك، فإن العالم، وخاصة في مجال الطاقة والتكنولوجيات ذات الصلة بالطاقة، يمر بتغيرات تحويلية. ولذلك، فمن غير المعقول أن نفترض أن المملكة العربية السعودية ستبقى دون تغيير وسط هذا المشهد المتغير. لقد احتضنت العقلية السعودية دائمًا القدرة على التغير والتكيف والتقدم، مع إدراك الحاجة إلى مواكبة تغيرات الزمن. وإذا كان هناك ثابت واحد في السياسيات للمملكة العربية السعودية، فهو الرغبة في تبني التغيير والتعامل بفعالية مع الظروف الجديدة.

وهناك حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أن استخدام الوقود الأحفوري (Fossil Fuels) كان أكبر بكثير في الماضي مقارنة بالحاضر، ومن المستحيل فعلياً أن نجادل في فكرة أنه في غضون عقد أو عقدين من الزمن، سوف ينخفض استخدام هذه الأنواع من الوقود بشكل ملحوظ عن استخدامها الحالي.

فالأمر الأول هو أن المملكة العربية السعودية تشارك بفعالية إلى جانب الدول الأخرى في الجهود العالمية لاستكشاف وإنتاج واستخدام موارد الطاقة بطريقة مسؤولة. ولذلك، فإن النهاية لعصر الوقود الأحفوري في نهاية المطاف لن تؤثر على المملكة العربية السعودية فحسب، بل ستكون لها أيضًا تداعيات أوسع على البلدان الأخرى. والشيء الثاني هو أنه إلى جانب وفرة الوقود الأحفوري بأسعار معقولة، حصلت المملكة العربية السعودية على إمدادات وفيرة من الطاقة الشمسية الرخيصة. فكما أنعم الله على المملكة العربية السعودية بالوقود الأحفوري الرخيص جدًا، فقد أنعم الله عليها أيضًا بالطاقة الشمسية الرخيصة جدًا. ويرجع ذلك إلى أن البلاد تتلقى ضوء الشمس أكثر من أي دولة أخرى وشديدة للغاية. وهذه الميزة الفريدة ستضع المملكة العربية السعودية في مقدمة السباق بين مزودي الطاقة البديلة في المستقبل. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يتوقف العالم عن اعتماده على النفط والغاز في المستقبل المنظور. ولكن هذا لا يعني أن السعودية لم تبدأ العمل على اكتشاف وتنمية مصادر بديلة للطاقة. وعلى العكس من ذلك، يُعتقد أن المملكة العربية السعودية منخرطة منذ فترة طويلة في البحث والتطوير في هذا المجال، مما يضمن أنه عندما يأتي عصر الطاقة النظيفة والمتجددة، ستكون المملكة العربية السعودية في المقدمة. وفي الآونة الأخيرة، قامت البلاد باستثمارات كبيرة في زيادة إنتاج الهيدروجين، وهو شكل من أشكال الطاقة الخالية من الكربون، وبالتالي سيساعد في منع التلوث البيئي.

3) العامل الثالث المهم الذي يؤدي إلى الاستنتاج بأن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن قيادتها في أي وقت قريب هو موقعها الاستراتيجي.  وبطبيعة الحال فإن الموقع الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية يشكل عاملاً مهماً يساهم في استمرارية ريادتها والحفاظ على دورها في المنطقة. وفيما يلي بعض النقاط التي توضح أهمية الموقع الاستراتيجي للمملكة: تقع المملكة العربية السعودية في منطقة ذات أهمية جغرافية في منطقة الشرق الأوسط وعلى نطاق عالمي. إن قيامها بتحالفات وشراكات إقليمية ودولية يعمل على تعزيز مكانتها المؤثرة كمشارك رئيسي في شؤون الأمن والاقتصاد والسياسة، مما يضمن ديمومة دورها الرائد. تُعرف المملكة على نطاق واسع بأنها لاعب رئيسي في صناعة النفط العالمية، حيث تمتلك واحدة من أكبر احتياطيات النفط في العالم. يمنح هذا الموقع المهم المملكة نفوذًا اقتصاديًا كبيرًا ويسمح لها بممارسة تأثير كبير على المشهدين الاقتصادي والسياسي. إن استقرار المملكة له أهمية قصوى عندما يتعلق الأمر بالأمن والاستقرار الإقليميين لما له من تأثير كبير. وتلتزم المملكة بلعب دور فاعل في حل النزاعات والأزمات داخل المنطقة، وهو ما يعزز بدوره مكانتها ونفوذها إقليمياً ودولياً. التوازن الجغرافي: تقع المملكة العربية السعودية على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية وتتمتع بموقع جغرافي مهم مع سهولة الوصول إلى مختلف أنحاء العالم. يعزز هذا الموقع قدرتهم على التجارة والاتصالات الدبلوماسية. ويتمتع الموقع الجغرافي للمملكة بنفوذ كبير على أمن موارد الطاقة في جميع أنحاء العالم، نظراً للدور الحاسم الذي تلعبه المنطقة في إمداد الاقتصادات العالمية بالنفط. وتتحمل المملكة مسؤولية حيوية في الحفاظ على استقرار سوق النفط وضمان توفير الإمدادات بشكل ثابت. مع الأخذ في الاعتبار هذه العوامل المختلفة، يمكن القول بأن الموقع الجغرافي المميز للمملكة العربية السعودية يلعب دورًا مهمًا ليس فقط في الحفاظ على موقعها القيادي الحالي، ولكن أيضًا في تحديد ما إذا كانت ستتراجع في النهاية عن دورها المهيمن في منطقة الشرق الأوسط وعلى الساحة العالمية.

4) والأمر الرابع هو أن السعودية أدركت أن اقتصاد المملكة لا يستطيع الاعتماد فقط على الطاقة لتحقيق نموه واستقراره على المدى الطويل واضحاً بشكل متزايد. ونتيجة لذلك، واصلت البلاد اتباع استراتيجيات ومبادرات مختلفة لتنويع اقتصادها وتوليد مصادر بديلة للدخل. وكانت هذه الجهود جارية منذ عدة سنوات، مع حدوث دفعة كبيرة منذ أبريل 2016. ومن الأمور المركزية في هذا المسعى تنفيذ رؤية 2030، وهي خطة شاملة تهدف إلى توسيع الاقتصاد السعودي إلى ما هو أبعد من قطاع النفط وتقليل اعتماده على عائدات النفط. على مدى العقد المقبل، ستقدم رؤية 2030 العديد من سبل الدخل التي تتجاوز الطاقة، وبالتالي تقليل اعتماد البلاد على النفط إلى حد ما. ومن المشاريع المحورية التي تجسد هذا التحول هو مشروع مدينة نيوم، الذي سيكون بمثابة علامة بارزة في هذا التحول الاقتصادي الطموح.

خاتمة

وفي الختام، يمكن القول إن المملكة العربية السعودية تمر حاليًا بتحول كبير ومتعدد الأوجه. ويشمل هذا التحول كل جانب من جوانب مجتمعها وحكومتها، مما يدل على التزامها بالتنمية الشاملة والمستمرة. وفي ظل القيادة الحالية، تتم إعادة هيكلة الأطر المجتمعية بطريقة تعكس رؤية ديناميكية واستشرافية لتقدم البلاد. وعلى مر التاريخ، شهد آل سعود انتصارات وهزائم، لكن إرثهم كان له تأثير عميق على مسار المملكة العربية السعودية. وقد أدى ذلك في النهاية إلى إنشاء الدولة السعودية الحديثة. ولعب اكتشاف الموارد النفطية خاصةً دورًا حاسمًا في دفع البلاد إلى موقع ذي أهمية اقتصادية عالمية. ونتيجة لذلك، حدث تحسن ملحوظ في مستويات المعيشة، ومعدلات معرفة القراءة والكتابة، والتنمية البشرية الشاملة. فباختصار، تتميز رحلة التحول في المملكة العربية السعودية بالمرونة والإصرار والبصيرة الاستراتيجية. وتلتزم الدولة بالحفاظ على تاريخها، وتنويع اقتصادها، وتعزيز التنمية المجتمعية، وتبني الطاقة المتجددة. فهو يتعامل مع التحديات والفرص بتفانٍ لا يتزعزع للابتكار والتقدم، مما يضمن بقاء المملكة العربية السعودية قوة مهمة في المشهد العالمي المتغير باستمرار. علاوة على ذلك، فإن تحالفات المملكة العربية السعودية وشراكاتها ودورها المحوري في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي يسلط الضوء على قيادتها المستمرة في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة. وبينما تتكيف المملكة مع التحولات العالمية، فإنها تظل لاعباً رئيسياً في تشكيل مستقبل ليس فقط الشرق الأوسط، بل العالم أيضاً. إن موقع المملكة الاستراتيجي وأهميتها التاريخية وسلطتها الدينية ونقاءها اللغوي ودورها المحوري في قطاع الطاقة يضمن استمرار تأثيرها في الشؤون الإقليمية والعالمية. ومع ذلك، مع تحرك العالم نحو مصادر الطاقة النظيفة، تشارك المملكة العربية السعودية بنشاط في استكشاف الطاقة بشكل مسؤول، وتتمتع بوفرة في موارد الطاقة الشمسية، مما يضعها في طليعة مشهد الطاقة المتغير.

مراجع ومصادر:

·       «دارة الملك عبد العزيز» تصحّح المعلومات المغلوطة عن تاريخ المملكة والأسرة المالكة، صحيفة الرياض. وصل لهذا المسار في 23 سبتمبر 2013، https://www.alriyadh.com/870173

·       بدر الدين مازن صادق نواهضة، "محددات السياسة السعودية الخارجية في عهد الأمير محمد بن سلمان"، رسالة الماجستير، 2022 جامعة النجاح الوطنية في نابلس، فلسطين.

·       بيان محمد الزهراني، "التغيرات الاجتماعية والثقافية بعد قيادة المرأة السعودية للسيارة دراسة وصفية تحليلة." مجلة بحوث کلية الآداب، جامعة المنوفية، عدد 130 (2022)، 3-39.

·       حسين بن جائز العزيزي، "الدستور السعودي نشأته والعمق التاريخي والثقافي (يوم التأسيس)"/Saudi Constitution, its Origin, History and Development (Founding Day)." مجلة البحوث الفقهية والقانونية، عدد 41، (2023)، 1539-1579.

·       حصة بنت أحمد السعدي، الدولة السعودية الثانية وبلاد غرب الخليج وجنوبه، 1996، الرياض: مكتبة العبيكان.

·       د. عبد الله بن ناصر السدحان، من يقود التغيير الاجتماعي في المجتمع السعودي؟ الجزيرة، نوفمبر 2012، http://www.al-jazirah.com/2012/20121123/ar2.htm

·       صلاح الدين المختار، تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها وحاضرها، 1970، دار مكتبة الحياة

·       محمد عبد الله آل زلفة، وثائق الدولة السعودية الثانية في الأرشيف العثماني، 2015، الرياض: دار بلاد العرب للنشر والتوزيع.

·       الموسوعة - تحويل اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، إلى اسم المملكة العربية السعودية، يناير 2011، www.almaoso3a.com/14557/49/6/تحويل+اسم+مملكة+الحجاز+ونجد+وملحقاتها،+إلى+اسم+المملكة+العربية+السعودية+.html

·       عام / أمر ملكي: يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم باسم ( يوم العلم )، 01 مارس 2023 م.

·       إيمان الخطاف، تحولات لافتة تغيّر صورة المجتمع السعودي، ديسمبر 2019، https://tinyurl.com/4da8mvwk

·       أمين سعيد، تاريخ الدولة السعودية (ط. الأولى)، 1964، بيروت: دار الكاتب العربي.

·       سعود بن هذلول، تاريخ ملوك آل سعود، 1982، الرياض: مطابع المدينة.

·       عثمان بن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد – المجلد الأول، 1982، دارة الملك عبد العزيز.

·       حمدي الطاهري، المملكة العربية السعودية: تاريخ وواقع، 1991، شركة دار الاشعاع للطباعة.

·       منير العجلاني، تاريخ البلاد العربية السعودية، 1993، دار النفائس.

·       محمد الفهد العيسى، الدرعية قاعدة الدولة السعودية الأولى، 1995، الرياض: مكتبة العبيكان.

·       حافظ وهبة، جزيرة العرب في القرن العشرين (ط. الأولى)، 1997، دار الآفاق العربية.

·       أليكسي فاسيلييف، تاريخ العربية السعودية، 2000، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.

·       أمين الريحاني‏، ‏تاريخ نجد الحديث وملحقاته، 2021، الناشر مؤسسة هنداوي.

·       التاريخ والإرث للمملكة العربية السعودية، رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية.

·       ميرزا الخويلدي الثقافة السعودية في ظل «رؤية 2030»، الشرق الأوسط، ديسمبر 26، 2016، https://tinyurl.com/4znhwdf4

·       رؤية 2030، الموقع الالكتروني الرسمي، 2016م، تم استرجاعه في مايو2022، https://www.vision2030.gov.sa/ar/v2030/vrps/qol/

·       Alexei Vassiliev, The History of Saudi Arabia, 1998, London: Saqi.

·       Gary Troeller, The Birth of Saudi Arabia: Britain and the Rise of the House of Sa'ud, 1976, London: Routledge.

·       Madawi Al-Rasheed, A History of Saudi Arabia (2nd ed.), 2010, New York: Cambridge University Press.

·       Mirna R. Khalife "Cultural transformation and its impact on social change: Saudi Arabia 2022." International Journal of Emerging Multi disciplinaries: Social Science 2, no. 1 (2023).

·       Robert Lacey, Inside the Kingdom: Kings, Clerics, Modernists, Terrorists, and the Struggle for Saudi Arabia, 2009, New York: Viking.

·       Robert Lacey, The Kingdom, 1982, New York: Harcourt Brace Jovanovich.

·       Saudi Royal Family Tree, House of Saud, https://houseofsaud.com/saudi-royal-family-tree/

·       Sheikh Rustum Ali, Saudi Arabia and oil diplomacy, 1976, Praeger.

Comments

Popular posts from this blog

How India’s Recent Emigration Policies Helped Bangladesh And Pakistan Eat into Our GDP

Strategic Triumph: BJP's Eight Seats Victory in Telangana Unveils Deeper Political Machinations

Saudi Arabia & Fake News of Coup D'etat